كتاب الوجيز للواحدي

{يا أيها الناس} يعني: أهل مكَّة {اعبدوا ربَّكم} : اخضعوا له بالطَّاعة {الذي خلقكم} : ابتدأكم ولم تكونوا شيئاً {والذين من قبلكم} (آبائكم) (وخاق الذين من قبلكم) أي: إنَّ عبادة الخالق أولى من عبادة المخلوق وهو الصَّنم {لعلَّكم تتقون} لكي تتقوا بعبادته عقوبته أن تحلَّ بكم
{الذي جعل لكم الأرض فراشاً} بساطاً لم يجعلها حَزْنةً غليظةً لا يمكن الاستقرار عليها {والسماء بناءً} سقفاً {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات} يعني: حمل الأشجار وجميع ما ينتفع به ممَّا يخرج من الأرض {فلا تجعلوا لله أنداداً} : أمثالاً من الأصنام التي تعبدونها {وأنتم تعلمون} أنَّهم لا يخلقون والله هو الخالق وهذا احتجاجٌ عليهم في إثبات التَّوحيد ثمَّ احتجَّ عليهم فِي إثبات نبوَّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بما قطع عذرهم به فقال:
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا} أي: وإن كنتم فِي شك من صدق هذا الكتاب الذي أنزلناه على محمد صلى الله عليه وسلم وقلتم: لا ندري هل هو من عند الله أم لا {فأتوا بسورة} من مثل هذا القرآن فِي الإِعجاز وحسن النَّظم والإِخبار عمَّا كان وما يكون {وادعوا شهداءكم} واستعينوا بآلهتكم التي تدعونها {من دون الله إن كنتم صادقين} أنَّ محمداً تقوَّله من نفسه

الصفحة 95