كتاب الوجيز للواحدي

{وعلَّم آدم الأسماءَ كلَّها} أَيْ: خلق فِي قلبه علماً بالأسماء على سبيل الابتداء {ثمَّ عرَضهم} أَيْ: عرض المسمَّيات بالأسماء من الحيوان والجماد وغير ذلك {على الملائكة فقال أنبئوني} أخبروني {بأسماء هؤلاء} وهذا أمرُ تعجيزٍ أراد الله تعالى أن يُبيِّن عجزهم عن علم مايرون ويُعاينون {إن كنتم صادقين} أنِّي لا أخلق خلقاً أعلمَ منكم فقالت الملائكة إقراراً بالعجز واعتذاراً:
{سبحانك} تنزيهاً لك عن الاعتراض عليك فِي حكمك {لا علم لنا إلاَّ ما علمتنا} اعترفوا العجز عن علم ما لم يُعلَّموه {إنَّك أنت العليم} العالم {الحكيم} الحاكم تحكم بالحق وتقضي به فلمَّا ظهر عجز الملائكة قال الله تعالى لآدم:
{يا آدم أنبئهم بأسمائهم} أخبرهم بتسمياتهم فسمَّى كلَّ شيءٍ باسمه وألحق كلَّ شيءٍ بجنسه {فلما أنبأهم بأسمائهم} : أخبرهم بمسمَّياتهم {قال} الله تعالى للملائكة: {ألم أقل لكم} وهذا استفهامٌ يتضمَّن التَّوبيخ لهم على قولهم: {أتجعل فيها مَنْ يفسد فيها} {إني أعلم غيب السماوات والأرض} أَيْ: ما غاب فيهما عنكم {وأعلم ما تبدون} : علانيتكم {وما كنتم تكتمون} : سرَّكم لا يخفى عليَّ شيءٌ من أموركم

الصفحة 99