كتاب روضة الزاهدين

تُرَدُّ عَلَيَّ السَّلَامَ؟ قَالَ: أَنا مَيِّتٌ، فَكَيْفَ أَرُدُّ السَّلَامَ؟ فَقُلْتُ: مَاذَا لَقِيتَ يَوْمَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ أَهْوَالًا وَزَلَازِلَ عِظَامًا شِدَادًا، قُلْتُ: وَمَاذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا تَرَاهُ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ، قَبِلَ مِنَّا الْحَسَنَاتِ، وَعَفَا لَنَا عَنْ السَّيِّئَاتِ، وَضَمِنَ عَنَّا التَّبِعَاتِ، " قَالَتْ: فَكَانَ مَالِكٌ يُحَدِّثُ بِهَذَا وَهُوَ يَبْكِي وَيَشْهَقُ ثُمَّ يُغْشَى عَلَيْهِ فَلَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَيَّامًا مَرِيضًا ثُمَّ مَاتَ فِي مَرَضِهِ فَكُنَّا نَرَى أَنَّ قَلْبَهُ انْصَدَعَ "
447 - (2/ 346) وعَنْ عَبْد الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ حَوْشَبًا جَاءَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ كَأَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَرْتَحِلُ إِلَّا مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ " قَالَ: فَصَاحَ مَالِكٌ صَيْحَةً وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. قَالَ نَصْرٌ: «كَانَ الْحَسَنُ يُسَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ زَيْنَ الْقُرَّاءِ»
448 - (6/ 172) وعَنْ شُعَيْب بْنُ مُحْرِزٍ، ثَنَا صَالِحٌ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَلَسْتَ فِي زُمْرَةِ الْمَوْتَى؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ. فَقَالَ: صِرْتُ وَاللهِ إِلَى خَيْرٍ كَثِيرٍ وَرَبٍّ غَفُورٍ شَكُورٍ، قَالَ: قُلْتُ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ طَوِيلَ الْحُزْنِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: أَمَا وَاللهِ يَا أَبَا بِشْرٍ لَقَدْ أَعْقَبَنِي ذَلِكَ رَاحَةً طَوِيلَةً وَفَرَحًا دَائِمًا، قُلْتُ: فَفِي أَيِّ الدَّرَجَاتِ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]
449 - (6/ 241) وعَنْ بِشْر بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ فِي

الصفحة 105