كتاب روضة الزاهدين
لَنَشْهَدُ الْجَنَازَةَ، فَلَا نَدْرِي مَنْ نُعَزِّي مِنْ حُزْنِ الْقَوْمِ».
137 - (5/ 88) عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّيْمِيِّ قَالَ: " مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يُبْكِيهِ لَخَلِيقٌ أَنْ لَا يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا يَنْفَعُهُ، لِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ} [الإسراء: 107] لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا الْآيَةَ
138 - (5/ 110) قَالَ ذَرٌّ لِأَبِيهِ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ: مَا بَالُ الْمُتَكَلِّمِينَ يَتَكَلَّمُونَ فَلَا يَبْكِي أَحَدٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ يَا أَبَتِ سَمِعْتُ الْبُكَاءَ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَيْسَتِ النَّائِحَةُ الْمُسْتَأْجَرَةُ كَالنَّائِحَةِ الثَّكْلَى
139 - (5/ 269) بَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، فَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ لَا يَدْرِي هَؤُلَاءِ مَا أَبْكَى هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا تَجَلَّى عَنْهُمُ الْعِبَرُ، قَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مِمَّ بَكَيْتَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ يَا فَاطِمَةُ مُنْصَرَفَ الْقَوْمِ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ، قَالَ: «ثُمَّ صَرَخَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ»
140 - (5/ 260) عن الْمُغِيرَة بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ: يَا مُغِيرَةُ، قَدْ يَكُونُ مِنَ الرِّجَالِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا مِنْ عُمَرَ، وَلَكِنِّي لَمْ أَرَ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا مِنْ رَبِّهِ مِنْ عُمَرَ، كَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي مَسْجِدِهِ،
الصفحة 36