كتاب روضة الزاهدين

مَا أَجْهَلَكَ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَقُولَ أَنَا مُؤْمِنٌ، حَتَّى تَقُولَ أَنَا مُسْتَكْمِلُ الْإِيمَانَ لَا وَاللهِ لَا يَسْتَكْمِلُ الْعَبْدَ الْإِيمَانَ حَتَّى يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَيَجْتَنِبُ مَا حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَيَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللهُ تَعَالَى لَهُ ثُمَّ يَخَافُ مَعَ ذَلِكَ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ»
187 - (8/ 102) عَنْ الْفُضَيْل: «يَكُونُ شُغُلَكَ فِي نَفْسِكَ وَلَا يَكُونُ شُغُلَكَ فِي غَيْرِكَ فَمَنْ كَانَ شُغلُهُ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ مُكِرَ بِهِ»
188 - (8/ 105) عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: " لَمَّا دَخَلَ عَلَى هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: أَيُّكُمْ هُوَ؟ قَالَ: فَأَشَارُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ يَا حَسَنَ الْوَجْهِ لَقَدْ وُلِّيَتَ أَمْرًا عَظِيمًا إِنِّي مَا رَأَيْتُ أَحَدًا هُوَ أَحْسَنُ وَجْهًا مِنْكَ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُسَوِّدَ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْحَةٍ مِنَ النَّارِ فَافْعَلْ، فَقَالَ لِي: عِظْنِي فَقُلْتُ: مَاذَا أَعِظُكَ؟ هَذَا كِتَابُ اللهِ تَعَالَى بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ انْظُرْ مَاذَا عَمِلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ وَمَاذَا عَمِلَ بِمَنْ عَصَاهُ. وَقَالَ: إِنَّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَغُوصُونَ عَلَى النَّارِ غَوْصًا شَدِيدًا، وَيَطْلُبُونَهَا طَلَبًا حَثِيثًا، أَمَا وَاللهِ لَوْ طَلَبُوا الْجَنَّةَ بِمِثْلِهَا أَوْ أَيْسَرَ لَنَالُوهَا فَقَالَ: عُدْ إِلَيَّ فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَبْعَثْ إِلَيَّ لَمْ آتِكَ، وَإِنِ انْتَفَعْتَ بِمَا سَمِعْتَ مِنِّيَ عُدْتُ إِلَيْكَ "

الصفحة 48