كتاب روضة الزاهدين

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
انفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)} [الحشر: 18 - 20].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9].
وبعد أيها القارئ الكريم فهذه رسالة متواضعة صغيرة الحجم
كبيرة الفائدة اختصرتها لك من كتاب "حلية الأولياء وطبقات
الأصفياء" (1) الذي ألفه الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
المتوفى عام 430 هـ. وقد أسميتها "روضة الزاهدين" لما تضمنته من
بيان زهد السلف في الدنيا وذمهم لها ولأهلها وما كانوا عليه من قصر
الأمل والاجتهاد في العبادة وذكرهم الدائم للموت وصبرهم على البلاء
__________
(1) تم استبدال نصوص الكتاب بالكامل من مصدرها الأصلي (حلية الأولياء) طبعة السعادة 1394هـ - 1974م ثم صورتها عدة دور منها: دار الكتاب العربي - بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، دار الكتب العلمية- بيروت (طبعة 1409هـ بدون تحقيق)، مع ذكر رقم الجزء والصفحة، وذلك للتأكد من سلامة النص،،

الصفحة 5