كتاب روضة الزاهدين
غَيْرَ تَارِكٍ لِجَمَاعَتِهِمْ "
231 - (7/ 345) وعَنْ مُحَمَّد بْنُ إِشْكَابَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ قَالَ: قُلْتُ لَهُ يَوْمًا: " يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، قَدْ عَرَفْتَ الرَّحِمَ بَيْنَنَا، فَأَوْصِنِي، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَخِي، إِنَّمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَرَاحِلُ، تَنْزِلُ بِالنَّاسِ مَرْحَلَةً مَرْحَلَةً حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهِمْ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ سَفَرِهِمْ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُقَدِّمَ فِي كُلِّ يَوْمِ مَرْحَلَةٍ زَادًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَافْعَلْ، فَإِنَّ انْقِطَاعَ السَّفَرِ عَنْ قَرِيبٍ مَا هُوَ وَالْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَتَزَوَّدْ لِسَفَرِكَ، وَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ مِنْ أَمْرِكَ، فَكَأَنَّكَ بِالْأَمْرِ قَدْ بَغَتَكَ، إِنِّي لَأَقُولُ هَذَا، وَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَشَدَّ تَضْيِيعًا مِنِّي لِذَلِكَ ثُمَّ قَامَ "
232 - (7/ 353) وعَنْ سُوَيْد بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، قَالَ: " جَاءَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، بَعْضُ أَصْحَابِهِ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، هَذَا شَيْءٌ جَاءَكَ اللهُ بِهِ لَمْ تَطْلُبْهُ وَلَمْ تَشْرَهْ لَهُ نَفْسُكَ، قَالَ: إِنَّهُ لِمَنْ أَمْثَلِ مَا يَأْخُذُونَ، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: لَعَلَّ تَرْكَهُ أَنْ يَكُونَ أَنْجَى "
233 - (7/ 358) وعَنْ ابْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ: " أَوْصَانِي أَخِي دَاوُدُ، بِوَصِيَّةٍ: انْظُرْ أَنْ لَا يَرَاكَ اللهُ حَيْثُ نَهَاكَ، وَأَنْ لَا يَفْقِدَكَ حَيْثُ أَمَرَكَ، واسْتَحِ فِي قُرْبِهِ مِنْكَ، وَقُدْرَتِهِ عَلَيْكَ "
234 - (8/ 239) وعَنْ وُهَيْب بْنَ الْهُذَيْلِ، سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ،
الصفحة 59