كتاب روضة الزاهدين
285 - (7/ 356) وعَنْ أُمّ سَعِيدِ بْنُ عَلْقَمَةَ، " وَكَانَ سَعِيدٌ مِنْ نُسَّاكِ النَّخَعِ وَكَانَتْ أُمُّهُ طَائِيَّةً - قَالَتْ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، جِدَارٌ قَصِيرٌ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِينَهُ عَامَّةَ اللَّيْلِ لَا يهَدَأُ، قَالَتْ [ص:357]: وَلَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يَقُولُ: اللهُمَّ هَمُّكَ عَطَّلَ عَلَيَّ الْهُمُومَ، وَحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهَادِ، وَشَوْقِي إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ مَنَعَ مِنِّي اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ، فَأَنَا فِي سِجْنِكَ أَيُّهَا الْكَرِيمُ مَطْلُوبٌ قَالَتْ: وَلَرُبَّمَا تَرَنَّمَ فِي السَّحَرِ بِشَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَرَى أَنَّ جَمِيعَ نَعِيمِ الدُّنْيَا جُمِعَ فِي تَرَنُّمِةِ تِلْكَ السَّاعَةِ، قَالَتْ: وَكَانَ يَكُونُ فِي الدَّارِ وَحْدَهُ وَكَانَ لَا يُصْبِحُ - تَعْنِي: لَا يُسْرِجُ "
18 - ذكرهم للموت
286 - (5/ 177) عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ رَبِّ يَقُولُ لِمَكْحُولٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَتُحِبُّ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «وَمَنْ لَا يُحِبُّ الْجَنَّةَ؟» قَالَ: فَأَحِبَّ الْمَوْتَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَرَى الْجَنَّةَ حَتَّى تَمُوتَ.
287 - (5/ 173) عَنْ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: «مَا أَكْثَرَ عَبْدٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا تَرَكَ الْحَسَدَ وَالْفَرَحَ».
288 - (3/ 147) وعَنْ ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ: " أَتَى صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كَأَنِّي أَرَاكَ قَدْ شَقَّ عَلَيْكَ الْمَوْتُ، قَالَ: فَمَا زَالَ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، وَيَنْجَلِي عَنْ مُحَمَّدٍ، حَتَّى إِذْ أَنَّ وَجْهَهُ لَكَأَنَّهُ الْمَصَابِيحُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لَوْ تَرَى مَا أَنَا فِيهِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ، ثُمَّ قَضَى، رَحِمَهُ اللهُ "
الصفحة 71