كتاب روضة الزاهدين

أَحَدٍ بَعْدَ اللهِ فَاقَةٌ، وَلَا ذَهَبْتَ لَنَا بِعِزٍّ، وَلَا أَبْقَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ ذَلٍّ، وَلَقَدْ شَغَلَنِي الْحُزْنُ لَكَ عَنْ الْحُزْنِ عَلَيْكَ، يَا ذَرُّ لَوْلَا هَوْلُ الْمَطْلَعِ وَمَحْشَرِهِ لَتَمَنَّيْتُ مَا صِرْتَ إِلَيْهِ، فَلَيْتَ شِعْرِي يَا ذَرُّ مَا قِيلَ لَكَ، وَمَاذَا قُلْتَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي الثَّوَابَ بِالصَّبِرِ عَلَى ذَرٍّ، اللهُمَّ فَعَلَى ذَرٍّ صَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ، اللهُمَّ إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ مَا جَعَلْتَ لِي مِنْ أَجْرٍ عَلَى ذَرٍّ لِذَرٍّ صِلَةً مِنِّي، فَلَا تُعَرِّفْهُ قَبِيحًا، وَتَجَاوَزَ عَنْهُ فَإِنَّكَ أَرْحَمُ بِهِ مِنِّي، اللهُمَّ وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُ لِذَرٍّ إِسَاءَتَهُ إِلَيَّ فَهَبْ لَهُ إِسَاءَتَهُ إِلَيْكَ، فَإِنَّكَ أَجْوَدُ مِنِّي، وَأَكْرَمُ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِينْصَرِفَ قَالَ: يَا ذَرُّ قَدِ انْصَرَفْنَا وَتَرَكْنَاكَ، وَلَوْ أَقَمْنَا مَا نَفَعْنَاكَ
355 - (8/ 91) وعَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ: سَأَلْتُ الْفُضَيْلِ: مَا التَّوَاضُعُ؟ قَالَ: " أَنْ تَخْضَعَ لِلْحَقِّ وَتَنْقَادُ لَهُ وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ صَبِيٍّ قَبَلْتَهُ مِنْهُ وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ قَبَلْتَهُ مِنْهُ. وَسَأَلْتُهُ: مَا الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ؟ قَالَ: أَنْ لَا تَبُثَّ "

22 - في التقوى
356 - (3/ 19) عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: «مَا كَانَ يُونُسُ بِأَكْثَرِهِمْ صَلَاةً وَلَا صَوْمًا، وَلَكِنْ لَا وَاللهِ مَا حَضَرَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللهِ إِلَّا وَهُوَ مُتَهَيِّئٌ لَهُ»
357 - (7/ 8) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَرَى النَّاسَ يَقُولُونَ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَنْتَ تَنَامُ بِاللَّيْلِ فَقَالَ لِي:

الصفحة 85