كتاب روضة الزاهدين

" عَمِلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِخُلُقٍ دَنِيٍّ، فَأَعْتَقَ رَجُلٌ جَارٌ لَهُ جَارِيَةً شُكْرًا لِلَّهِ إِذْ عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ الْخُلُقِ، قَالَ: وَأَمْطِرَتْ مَكَّةُ مَطَرًا تَهَدَّمَتْ مِنْهُ الْبُيوتُ، فَأَعْتَقَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ جَارِيَةً لَهُ شُكْرًا لِلَّهِ إِذْ عَافَاهُ اللهُ مِنْهُ "
402 - (8/ 84) وعَنْ إِبْرَاهِيم بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ اللهُ فِي صَدْرِهِ أَعْظَمَ مِنَ الْفُضَيْلِ، كَانَ إِذَا ذَكَرَ اللهَ أَوْ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَوْ سَمِعَ الْقُرْآنَ ظَهْرَ بِهِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحَزَنِ، وَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَبَكَى حَتَّى يَرْحَمَهُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ، وَكَانَ دَائِمَ الْحُزْنِ شَدِيدَ الْفَكْرَةِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا يُرِيدُ اللهَ بِعِلْمِهِ وَأَخْذِهِ وَإِعْطَائِهِ وَمَنْعِهِ وَبَذْلِهِ وَبُغْضِهِ وَحُبِّهِ وَخِصَالِهِ كُلَّهَا غَيْرَهُ» يَعْنِي الْفُضَيْلَ.
403 - (9/ 14) وعَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ، فَمَاتَ أَخُوهُ وَأَوْصَى إِلَيْهِ وَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ، وَقَامَ عَلَى أَيْتَامِهِ، وَتَرَكَ الْحَجَّ»، وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: «كُنْتُ رُبَّمَا أَمَرْتُ صَاحِبَ الرِّبْحِ أَنْ يُعْطِيَ السَّائِلَ دِرْهَمًا أَوْ بَعْضَ دِرْهَمٍ، فَأَنْسَى أَنْ أَرُدَّهُ إِلَيْهِ فَأَسْهَرُ لِذَلِكَ، وَقَدِ ابْتُلِيتُ بِهَؤُلَاءِ الْأَيْتَامِ فَاسْتَقْرَضْتُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَرْبَعمِائَةَ دِينَارٍ، وَاحْتَجْتُ إِلَيْهَا فِي مَصْلَحَةِ أَرَاضِيهِمْ، وَغَيْرِهَا»، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا أُحِبُّ أَنْ يَخْلُوَ مِنِّي الْمَوْسِمُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ كَانَ يجَهِّزُ وَيعْطِي فِي الْحَجِّ»
404 - (9/ 164) وعَنْ أَبَي دَاوُد السِّجِسْتَانِي، يَقُولُ: «لَقِيتُ مِائَتَيْنِ مِنْ مَشَايِخِ

الصفحة 96