كتاب مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب

وَروى بإسنادٍ آخر عن سعيد بن المسيب، قال: لولا أني رجل من قريشٍ لتمنيتُ أنَّ أكوَنَّ من أهل أصبهانَ، لقولِ النبي - (-: لَوْ كَانَ الدَينُ مُعَلَّقاً بالثُرَيَّا لتناوَلَهُ ناس من أبناءِ الَعَجَمِ، أسعد الناس بها فارس وأصبهان.
قالوا: وكانَ سلمانُ الفارسيُّ من أهل أصبهان، وكذلك عكرمة مولى ابن عباس. وآثار الإِسلام كانت بأصبهان أظهر منها بغيرها حتى قالَ الحافظُ عبد القادر الرُّهاويُ: ما رأيتُ بَلَداً بعدَ بَغْدَادَ أكثر حديثاً من أصبهانِ. وكان أئمةُ السُنَةِ علماً وفقهاً وحديثاً فيها أكثر من غيرها. وانظر الآنِ كيف أصبحت دار بدْعَةٍ وتحت سلطان الرافضةِ المخذولين. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والدنيا

الصفحة 57