كتاب الرد على القائلين بوحدة الوجود

الْحَافِظ الْحجَّة القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ بن حجر الشَّافِعِي الْعَسْقَلَانِي أَنه قَالَ جرى بيني وَبَين بعض المحبين لِابْنِ عَرَبِيّ مُنَازعَة كَبِيرَة فِي أَمر ابْن عَرَبِيّ حَتَّى قلت مِنْهُ بِسوء مقَالَته فَلم يسهل ذَلِك بِالرجلِ المنازع لي فِي أمره وهددني بالشكوى إِلَى السُّلْطَان بِمصْر بِأَمْر غير الَّذِي تنازعنا فِيهِ ليتعب خاطري فَقلت لَهُ مَا للسُّلْطَان فِي هَذَا مدْخل تعال بِنَا نتباهل فَقل أَن يتباهل اثْنَان فَكَانَ أَحدهمَا كَاذِبًا إِلَّا وَأُصِيب قَالَ فَقَالَ لي بِسم الله فَقلت لَهُ قل اللَّهُمَّ إِن كَانَ ابْن عَرَبِيّ على ضلال فالعني بلعنتك فَقَالَ ذَلِك قلت أَنا اللَّهُمَّ إِن كَانَ ابْن عَرَبِيّ على هدى فالعني بلعنتك قَالَ وافترقنا قَالَ ثمَّ اجْتَمَعنَا فِي بعض مستنزهات مصر فِي لَيْلَة مُقْمِرَة فَقَالَ لنا مر على رجْلي شَيْء ناعم فانظروا فَنَظَرْنَا فَقُلْنَا مَا رَأينَا شَيْئا قَالَ ثمَّ التمس بَصَره فَلم ير شَيْئا انْتهى وَالْمعْنَى أَنه ثَبت كَونه من الْكَاذِبين وَيتَفَرَّع عَلَيْهِ أَنه من الملعونين وَشَيْخه من الضَّالّين المضلين ثمَّ اعْلَم أَن من اعْتقد حَقِيقَة عقيدة ابْن عَرَبِيّ فكافر بِالْإِجْمَاع من غير النزاع وَإِنَّمَا الْكَلَام فِيمَا

الصفحة 154