كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 18)

فَضَربُوهُ عَلَى قَرْنِهِ الأيْمنِ فَمَاتَ، فَأَمْسَكَهُ الله مَا شَاءَ، ثُمَّ بَعَثَهُ فَأَرْسَلَهُ إِلَى أُمَّةٍ أُخْرَى يَدْعُوهُم إِلَى الله وَإلَى الإِسْلاَم فَفَعَلَ. فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنِهِ الأيْسَرِ فَمَاتَ، فَأمْسَكَهُ الله مَا شَاء. ثُمَّ بَعَثَهُ فَسَخَّرَ لَهُ السَّحَابَ وَخَيَّرَهُ فِيهِ، فَاخْتَارَ صَعْبَه عَلَى ذلُولِهِ، وَصَعْبُهُ الَّذِى لاَ يُمْطِرُ، وَبَسَطَ لَهُ النُّورَ، وَمدَّ لَهُ الأسْبَابَ، وَجَعَل اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلَيه سَوَاءً، فَبذَلكَ بَلَغَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبهَا".
ابن أبى إسحاق، والفريابى، وابن أبى الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت، وابن المنذر، وابن أبى حاتم (¬1).
4/ 1345 - "عنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التُّرْكِ؟ فَقَالَ: هُمْ سَيَّارَةٌ ولَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، هُمْ مِنْ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ، لَكِنَّهُمْ خَرَجُوا يُغِيرُونَ عَلَى النَّاسِ، فَجَاءَ ذُو القرْنَيْنِ فَسَدَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ قَوْمِهِمْ، فَذَهَبُوا سَيَّارَة فِى الأرْضِ".
¬__________
(¬1) الأثر في البداية والنهاية لابن كثير، طبع دار الفكر العربى 2/ 103، 104 في خبر ذى القرنين، من طريق الثورى، عن حبيب بن أبى ثابت، عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب: أنه سئل عن ذى القرنين ... فذكره مع اختلاف في اللفظ، واختصار شديد.
ثم ذكر طرفا آخر منه في ص 106 من نفس المصدر.
وأخرجه ابن إسحاق في كتاب (المبتدأ) ج 4 ص 85 وهو عنده مكون من أثرين، الأول برقم 261 قال فيه: أخبرنا يونس، عن بسام مولى على بن أبى الطفيل قال: قام على بن أبى طالب على المنبر فقال: سلونى قبل ألا تسألونى، ولن تسألوا بعدى مثلى، فقام ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين: ما ذو القرنين؟ نبى أو ملك؟ فقال: ليس بملك ولا نبى، ولكن كان عبدًا لله صالحًا ... فذكره باختصار شديد.
والثانى برقم 262، من نفس المصدر من طريق يونس أيضًا ... عن سماك بن حرب، عن رجل من بنى أسد قال: سأل رجل عليا: أرأيت ذا القرنين، كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب؟ قال سخر له السحاب ... فذكر الجزء الأخير من الأثر باختصار أيضًا. اه.
وانظره بنفس الرواية السابقة في تفسير الطبرى، طبع الأميرية ج 16 ص 8
وللتوفيق بين هذا الأثر والذى قبله: أنه قد يكون المراد بالنبوة في الأثر السابق، الصلاح، وارتفاع الشأن، مصداقا لقوله تعالى: "إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببًا".
والآية رقم 84 من سورة الكهف، ولما ورد عن على: سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هو عبد ناصح الله فنصحه".

الصفحة 18