كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 18)

4/ 1458 - "عَنِ الحَسَن، عنْ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَتَانى مَلَكٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيقُولُ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَك بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، قَالَ: فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: لاَ يَا رَبِّ أَشْبَعُ يَوْمًا فَأَحْمَدُكَ، وَأَجُوعُ يِومًا فَأَسْأَلكَ".
العسكرى (¬1).
4/ 1459 - "عَنْ عَبْدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بِنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَقَفَ سَائِلٌ عَلَى أَميرِ الْمؤْمِنينَ عَلىٍّ فَقَالَ للحَسَن أَوِ الحُسينِ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ، فَقُلْ لَها: تَرَكْتُ عندَك سِتَّةَ دَرَاهِمَ، فَهَاتِ مِنْهَا دِرْهَمًا، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: قَالَتْ: إِنَّمَا تَركْتَ سِتَّةَ دَرَاهِمَ للدَّقِيق، فَقالَ: على: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون ما في يد الله أوثق منه بما في يده قل لها ابعثى بالستة دراهم، فَبَعَثَتْ إِلَيْه فَدَفَعَها إِلَى السَّائِل، قَالَ فَمَا حَلَّ علىٌّ حَبْوَتَهُ حَتَّى مَرَّ رَجُلٌ مَعَهُ جَمَلٌ يَبِيعُهُ، فَقَالَ عَلىٌّ: بِكَم الْجَمَلُ؟ قَالَ: بِمائةٍ وَأَرْبَعيِنَ درْهَمًا، قَالَ: فَاعْقِلهُ عَلَىَّ أَنَا نُوجِزُكَ (*) بِثَمَنِهِ شَيْئًا فَفَعَل (* *) الرَّجُلُ وَمَضَى، ثُمَّ أَقْبَلَ رَجُلٌ، فَقَالَ: لِمِنْ هَذَا البَعِيرُ؟ فَقَالَ عَلِىٌّ: لِى، فَقَال: أتَبيعُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ (* * *): بِمأَتىْ دِرْهَمٍ، قَالَ: لَقَد ابْتَعْتُه، قَالَ: فَأَخَذَ الْبَعيرَ وَأَعْطَاهُ الْمائَتَيْنِ، فَأَعْطَى الرَّجُلَ الَّذِى أَرَادَ أَنْ يُوجِزَهُ (* * * *) مائَة" وَأَرْبعِينَ درْهَمًا، وَجاَءَ بِستِّينَ دِرْهَما إِلَى فَاطِمَةَ، فَقالَتْ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مَا وَعَدَنَا الله عَلَى لسَان نَبِيه - صلى الله عليه وسلم - مَنْ جَاءَ بالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ".
¬__________
(¬1) ورد الحديث في شرح الشهاب الخفاجى للشفاء للقاضى عياض في باب: الزهد بلفظ الأصل، عن عائشة وورد في الدلائل للبيهقى في باب. ذكر أخبار رويت عن زهده في الدنيا، وصبره على القوت الشديد فيها، واختياره الدار الآخرة قريبا من لفظ الأصل. راجع البداية والنهاية لابن كثير 6/ 62، قريبا من لفظ الحديث.
(*) في الكنز نؤخرك بثمنه شيئًا.
(* *) في الكنز فعقله الرجل ومضى.
(* * *) في الكنز ... . (قال بكم؟ ) قال: ...
(* * * *) في الكنز أن يؤخره.

الصفحة 54