كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 18)
اتفاقًا (¬١)، ومثل هذا لا يُعقل أن يبقى مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ يجالسه، ويصلي معه، ويغزو معه سنة أو سنتين ولا يُحسِن الصلاة، فضلًا عن ست أو سبع سنوات!
وهذا واضح جدًّا، مستغنٍ عن قول ابن الكلبي: إن صاحب القصة استشهد ببدر (¬٢).
وإذا صحَّ النسخ فكأنه قبل الأمر بالفاتحة كان الواجب الحمد والثناء والتمجيد مطلقًا، ثم قراءة ما تيسَّر من القرآن؛ على ظاهر رواية إسحاق بن أبي طلحة (¬٣). ثم جمع الله تعالى لهم الأمرين في الفاتحة.
ولما علم رفاعة أو من بعده ذلك عبَّر تارةً بأصل الحديث، وتارةً بما آل إليه الأمر من فرض الفاتحة، وإنما زاد: "ثم اقرأ ما شئت" ظنًّا أنَّ الفاتحة إنما جاءت بدلًا عن الحمد والثناء والتمجيد.
وقد بيَّنت الأحاديث الأخرى الثابتة في الاقتصار على الفاتحة أنَّ الفاتحة جامعة للأمرين: الحمد والثناء والتمجيد، والقراءة.
ومما يبيِّن ما قدَّمناه: أنَّ أبا هريرة ــ راوي الحديث ــ مذهبه الذي كان يفتي به أنَّ الفاتحة بعينها واجبة، ولا يجب غيرها.
---------------
(¬١) هو خلَّاد بن رافع، كما في "الفتح" (٢/ ٢٧٧). وانظر "الإصابة" (٣/ ٣١١).
(¬٢) انظر "نسب معد واليمن الكبير" (١/ ٤٢٤). قال الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٣١٠): لم يذكره في شهداء البدريين غيره.
(¬٣) التي أخرجها البخاري في "جزء القراءة" (ص ٢٤٥) وأبو داود (٨٥٨) والنسائي (٢/ ٢٢٥، ٢٢٦) وابن ماجه (٤٦٠) وغيرهم.
الصفحة 8
636