كتاب المعاملات المالية أصالة ومعاصرة (اسم الجزء: 18)

وقال الحارثي من الحنابلة: "العمرى المشروعة أن يقول: هي لك ولعقبك من بعدك، لا غير" (¬١).
° حجة من قال: إن العمرى لا تجوز:
الدليل الأول:
(ح-١١٥١) ما رواه مسلم من طريق أبي خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمسكوا عليكم أموالكم، ولا تفسدوها، فإنه من أعمر عمرى فهي للذي أعمرها حيًّا وميتًا, ولعقبه (¬٢).
وجه الاستدلال:
الحديث يأمر بإمساك الأموال، وينهى عن إفسادها بالعمرى، والأصل في الأمر الوجوب، والأصل في النهي التحريم.
ويجاب بجوابين:
الوجه الأول:
أن المنهي عنه فعل الجاهلية، وهو توقيت الهبة، فإن من وقت الهبة مدة عمر الموهوب له، فإن ملكه سوف يزول، ويبطل الشرط، فلا يحصل له شرطه، ولا يبقى له ماله، وهذا وجه إفسادها, ولذلك صححها بقوله: فإن من أعمر عمرى فهي للذي أعمرها حيًّا وميتًا ولعقبه، وبهذا الجمع لا تتعارض الأحاديث الصحيحة بجواز العمرى، مع مثل هذه الأحاديث، والله أعلم.
---------------
(¬١) الإنصاف (٧/ ١٣٤).
(¬٢) صحيح مسلم (١٦٢٥).

الصفحة 665