كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 18)

بحرف ابن عامر، وقرأ عليه جماعة]، وانتهت إليه رئاسة القراءة في حرف ابن عامر، وكان زاهدًا عابدًا ورعًا، وتُوفِّي بدمشق في المُحرَّم، ودُفِنَ بالباب الصغير، [سمع عبد الوهَّاب الكلابي وعبد الوهَّاب الميداني والشريف أبا القاسم الميمون بن حمزة الحسني وخلقًا كثيرًا، وروى عنه أبو علي الأهوازي وغيره]، وأجمعوا على فضله وصدقه، وثقته وأمانته، [وجميل طريقته].
[وفيها تُوفي]

سهل بن محمد بن الحسن
أبو الحسن، الفاسي، الصوفي، سمع الكثير وحدَّث بالعراق ودمشق وصور، وكانت وفاته بمصر، ومن شعره: [من الطويل]
إذا كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أهلُها ... ولم تَكُ محبوسًا بها فتَحوَّلِ
وأيقِنْ بأنَّ الرزقَ يأتيك أينما ... تكونُ ولو في قعرِ بيتٍ مُقفَّلِ
ولا تَكُ في شَكٍّ من الرزقِ إنَّ ... مَنْ تكفَّلَ بالأرزاقِ فَهْو بها مَلِي
وقال: [من المتقارب]
كفاني لذنبيَ عند الإله ... محمدٌ المصطفى شافعي
وقَولي بمذهبِ أهلِ الحجاز ... ورأيِ ابنِ إدريس الشَّافعي
وقال: [من الوافر]
شفيعي في القيامةِ عند ربي ... محمدٌ النبيُّ الهاشميُّ
وقُدوتيَ الذي اختارَ ربي ... محمدٌ الإمامُ الشافعيُّ
قال المصنف: ومرَّ بي بيتان في هذا المعنى: [من الخفيف]
[مَنْ أراد الهدى بقولِ ابنِ إدريـ ... ـس هداهُ وأين كالشافعي] (¬1)
وشفاءُ العِيِّ السؤالُ وأنَّى ... بإمامٍ سواهُ كشَّافِ عِيّ
¬__________
(¬1) هذا البيت من الوافي بالوفيات 2/ 180.

الصفحة 484