كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 18)

10068 - حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد (¬1)، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بماء، فأُتِي بقدح زجاج (¬2)، فوضع يده فيه، فجعل القوم يتوضئون، قال:
-[45]- فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه، كأنه العيون، قال أنس: فحزرت (¬3) القوم ما بين السبعين إلى الثمانين (¬4).
رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، وقتادة، [عن أنس] (¬5) قال: طلب بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وضوءً، فلم يجدوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ها هنا ماء". وذكر الحديث (¬6).
رواه محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن بشر، عنه، يعني عبد الرزاق (¬7).
¬_________
(¬1) حماد بن زيد هو موضع الالتقاء.
(¬2) هكذا في الأصل ونسختي: ل، هـ، لكن ضبب عليها في نسخة (ل).
وهذه اللفظة قد رواها أيضا أحمد بن عبدة الضبي، لكن بالشك؛ حيث قال في حديث: (فجيء بقدح فيه ماء- أحسبه قال: قدح زجاج). =
-[44]- = رواه ابن خزممة عنه، ثم قال: "روى هذا الخبر غير واحد عن حماد بن زيد، فقالوا: (رحراح -مكان: زجاج- بلا شك.
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد، بهذا الحديث، وقال في حديث سليمان بن حرب: أتي بقدح رحراح". وقال في حديث أبي النعمان: بإناء رحراح. ثم قال ابن خزيمة: "والرحراح إنما يكون الواسع من أواني الزجاج، لا العميق منه". انتهى كلام ابن خزيمة في صحيحه (1/ 64، 65 / حديث رقم 124).
تنبيهات:
- جاء في المطبوع من صحيح ابن خزيمة: (سليمان بن حارثة). والصواب سليمان ابن حرب، كما في إتحاف المهرة (1/ 455/ حديث رقم 438).
- جاء في المطبوع من صحيح ابن خزيمة (زجاج) بدل (رحراح)، في كلام ابن خزيمة على رواية سليمان بن حرب، وأبي النعمان. والصواب: (رحراح)؛ كما في إتحاف المهرة، ولأن سياق كلام ابن خزيمة يقتضي ذلك، فهو يفصل القول الذي أجمله أولًا، بقوله: "روى هذا الخبر غير واحد عن حماد ... ".
- لم أر من قصر (الرحراح) على أواني الزجاج، إلا ابن خزيمة.
- قال ابن حجر: وهذه اللفظة -أي: الزجاج- تفرد بها أحمد بن عبدة، وخالفه أصحاب حماد بن زيد، فقالوا: (رحراح). وقال بعضهم: (واسع الفم). وصرح جماعة من الحذاق بأن أحمد بن عبدة صحفها. ويقوي ذلك أنه أتى في روايته بقوله: "أحسبه". فدل على أنه لم يتقنه.
فإن كان ضبطه، فلا منافاة بين روايته ورواية الجماعة؛ لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيئته، وذكر هو جنسه. اهـ. الفتح (1/ 3045).
ولعل الحافظ ابن حجر ذهل عن رواية سليمان بن حرب، عند أبي عوانة، والله أعلم.
(¬3) فحزرت -بتقديم الزاي- أي: قدرت. الفتح (1/ 304).
(¬4) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10063)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (4).
(¬5) من نسخة (ل).
(¬6) في نسخة (ل) ذكر تمام الحديث، وهو: (قال: فرأيت النبي وضع يده في الإناء، الذي فيه الماء، ثم قال: توضئوا بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، والقوم يتوضئون، حتى توضئوا من [عند] آخرهم. قال ثابت: فقلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحوًا من سبعين رجلًا).
وهذا الحديث في الجامع لمعمر بن راشد، المطبوع مع مصنف عبد الرزاق (11/ 276/ حديث رقم 20535)، وما بين المعقوفتين أثبتها منه.
(¬7) هذا المعلق وصله ابن خزيمة في صحيحه, في باب ذكر تسمية الله عز وجل عند الوضوء (1/ 74/ حديث رقم 144) عن محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن بشر به.

الصفحة 43