كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 18)

10069 - أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أن مالكًا (¬1) حدثه، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل عامر بن
-[46]- واثلة، أن معاذ بن جبل أخبره، أنهم خرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام تبوك، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال: فأخر الصلاة يومًا، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعًا، ثم قال: "إنكم ستاتون غدًا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها فلا يمسّن (¬2) من مائها شيئًا حتى آتي". قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك (¬3) تبض (¬4) بشيء من مائها، فسألهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل مسستما من مائها شيئًا"؟ فقالا: نعم. فسبهما، وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلًا قليلًا، حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه وجهه ويديه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك يا معاذ إن كنت (¬5) بك حياة، أن ترى ما ها هنا قد
-[47]- مُلئ جنانًا" (¬6).
¬_________
(¬1) مالك هو موضع الالتقاء.
(¬2) في نسخة (ل): فلا يمسن.
(¬3) الشراك -بكسر الشين- هو سير النعل، التي تكون على وجهها. النهاية (2/ 467).
(¬4) قال النووي: "هكذا ضبطناه هنا: تبض بفتح التاء، وكسر الموحدة، وتشديد الضاد المعجمة.
ونقل القاضي اتفاق الرواة هنا على أنه بالضاد المعجمة. ومعناه: تسيل" أ. هـ.
وقال الزمخشري: "البضيض: سيلان قليل، شبه الرشح" ا. هـ.
(¬5) في نسخة (ل) وصحيح مسلم: إن طالت بك.
(¬6) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 1784/ حديث رقم 10).

الصفحة 45