كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 18)

10728 - ز- حدثنا علي الأصبهاني (¬1)، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أُسِرَ زوج ابنة خديجة (¬2) من غير (¬3) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يوم بدر، فأرسلت
-[573]- بقلادة خديجة ليعقل (¬4) بها زوجها، فعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيادة خديجة،
-[574]- فقال: "ردوا عليها قلادتها، وأطلقوا لها زوجها" (¬5).
¬_________
(¬1) لم أقف على ترجمته، وسماه في الحديث الآتي برقم (11333)، علي بن المدني الأصبهاني.
(¬2) الزوج هو: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، زوج زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمه: هالة بنت خويلد، أسلم بعد الهجرة، اختلف في اسمه: فقيل: لقيط، ورجحه غير واحد، وقيل غير ذلك، ت (12) هـ.
انظر: الإصابة (7/ 118 - / 120 ترجمة 684).
وبنت خديجة هي: زينب، أكبر بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، أسلمت، وهاجرت وماتت في حياة أبيها، سنة (8) هـ. انظر الطبقات الكبرى (8/ 30 - 36)، والإصابة (8/ 91، 92 / ترجمة 464).
(¬3) كلمة (غير) موجودة في النسخ الثلاث. الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وفي إتحاف المهرة =
-[573]- = (17/ 314 حديث رقم 22305).
قال ابن حجر: "قول سويد "من غير رسول الله" غلط منه، بل هي زينب، وهي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
والأمر كما قال ابن حجر، فوجود كلمة (غير) خطأ، مخالف للمعروف في التأريخ والسيرة والرواية الصحيحة, من أن التي أسر زوجها يوم بدر، وافتدته بقلادة خديجة، هي زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم، بعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها، قالت: فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رق لها رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها مالها، فافعلوا" فقالوا: نعم، يا رسول الله. فأطلقوه، وردوا عليها الذي لها. اهـ. سيرة ابن هشام (2/ 359).
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو داوود في سننه -كتاب الجهاد، باب فداء الأسير- (3/ 140، 141/ حديث رقم 2692)، وأحمد في مسنده (6/ 276)، وابن جرير الطبري في تاريخه (2/ 467).
ورجاله ثقات، وابن إسحاق صرح بالتحديث.
(¬4) هكذا في نسخة (ل): ضمة فوق الياء، والعقل هو الدية، سميت عقلا تسمية بالمصدر؛ لأن الإبل كانت تعقل بفناء القتيل، ثم كثر الاستعمال حتى أطلق العقل على الدية ولو لم تكن إبلا. =
-[574]- = انظر: غريب الحديث للحربي (3/ 1229)، والنهاية (3/ 278)، والفتح (12/ 246).
(¬5) في إسناد المصنف: شيخه لم يتبين لي من هو. وكذلك سويد بن سعيد عمي فصار يلقن ما ليس من حديثه، وقد تقدمت ترجمته.
والحديث أخرجه أبو داوود، وأحمد، والطبري، من وجه آخر عن عائشة، كما تقدم في الإحالة قبل السابقة.

الصفحة 572