كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 18)
10734 - حدثنا ابن المنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا إبراهيم ابن سعد (¬1)، بإسناده، مثله: فسألتها عن ذلك: ما الذي سَارّك النبي -صلى الله عليه وسلم- فبكيت؟ وسارك فضحكت؟ قالت: أخبرني بموته، فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أمته، فضحكت (¬2).
¬_________
(¬1) إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء.
(¬2) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10733).
10735 - حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شيبان، ح.
-[579]-[و] (¬1) حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا طلق بن غنام (¬2)، حدثنا شيبان، عن فراس (¬3)، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: بينا أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده جميعًا، لم تغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله الذي لا إله إلا هو ما يخطِيء مشيها (¬4) من مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مرحبًا بابنتي"، مرتين، قالت: فجلست عن يمينه، أو عن يساره، فسارها فبكت بكاء شديدًا، قلت لها: ما يبكيك يا فاطمة؟ خصك
-[580]- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بيننا بالسِر، ثم أنت تجين (¬5) بما أرى من البكاء، فلما رأى جزعها سارها الثانية، فإذا هي تفتر ضاحكة، قلت: ما رأيت بكاءً أقرب من ضحك، كاليوم قط، قالت: فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلت: حدثيني يا فاطمة، بما سارك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: والله ما كنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سره، فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق، لما حدثتني بما سارك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم تعلمين -لم يذكر طلق بن غنام: يوم تعلمين، [و] (¬6) قالا-: قالت: أما الآن فنعم، أما الأولى: فإنه قال لي: "أن جبريل عليه السلام، كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، وإني لا أرى أجلي إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك"، فجزعت، فكان (¬7) البكاء لذلك، فسارني الثانية، فقال: "أما ترضين أن تأتي (¬8) يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين" أو
-[581]- "سيدة نساء أهل الجنة" (¬9) (¬10).
وقال عبيد الله بن موسى: "سيدة نساء المؤمنين" أو "سيدة نساء هذه الأمة".
¬_________
(¬1) من نسخة (ل).
(¬2) بالغين المعجمة، والنون.
الإكمال (7/ 33).
وهو طلق بن غنام بن معاوية، النخعي، أبو محمد، الكوفي، ت (211) هـ.
وثقه ابن سعد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعثمان بن أبي شيبة، والعجلي، والدارقطني، وابن شاهين، وابن حجر.
وذكر ابن حجر: أن ابن حزم انفرد بتضعيفه.
انظر: الطبقات الكبرى (6/ 405)، والثقات للعجلي (238 / ترجمة 731)، والكاشف (2/ 41/ ترجة 2511)، وتهذيب التهذيب (5/ 29، 30 / ترجمة 52)، وتقريب التهذيب (466/ ترجمة 3060).
(¬3) فراس -ابن يحيى، الهمداني- هو موضع الالتقاء.
(¬4) في نسخة (ل) كأنها: (مشيتها)، كما في الصحيحين.
(¬5) المجيء: الإتيان. جاء جيئًا ومجيئًا، وحكى سيبويه عن بعض العرب: هو يجيك، بحذف الهمزة.
لسان العرب (1/ 735/ مادة: جيأ).
(¬6) من نسخة (ل).
(¬7) في نسخة (ل): وكان.
(¬8) في الأصل ونسخة (هـ): (تأتين)، والتصويب من نسخة (ل).
(¬9) إلى هنا وقف بالحديث في نسخة (ل)، وفيها: (هذه الأمة) بدل (أهل الجنة)، ولفظ (أهل الجنة) جاء عند البخاري برقم (3624).
وهذا الحديث يبين سبب ضحكها، وهو البشارة بأنها سيدة نساء المؤمنين، أو نساء أهل الجنة، ورجحه الحافظ، وبين أن إخباره -صلى الله عليه وسلم- لها بأنها أول أهله لحاقًا به، كان مضمومًا مع إخباره لها بوفاته -كما سيأتي في الحديث التالي- فلما رأى جزعها بشرها بأنها سيدة نساء المؤمنين، أو نساء أهل الجنة.
الفتح (8/ 135، 136).
(¬10) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10729)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (98).