كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 18)

10761 - حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة (¬1)، عن أبيه، عن عائشة، أن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-كن حزبين: حزب منها: عائشة، وحفصة، [وصفية، وسودة] (¬2)، والحزب الآخر: أم سلمة، وسائر نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬3). وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى
-[599]- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخرها، حتى إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة؛ فكلم حزب أم سلمة؛ وقلن لها: كلمي النبي -صلى الله عليه وسلم-، يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هدية فليهدها حيث كان من نسائه، فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلمي (¬4) حتى يكلمك، [قالت] (¬5) فدار إليها فكلمته حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلمي حتى يكلمك، حين دار عليها فكلمته (¬6)، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تؤذيني في عائشة؛ فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة، إلا عائشة"، قالت: فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن (¬7) دعون فاطمة فأرسلنها إلي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلن لها: قولي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي بكر، فكلمته، قالت: فقال: يا بنية ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن:
-[600]- ارجعي إليه، فأبت أن ترجع؛ فأرسلن زينب بنت جحش، فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله والعدل، في ابنة أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة، وهي قاعدة فسبتها حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لينظر إلى عائشة هل تكلم، فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها، فنظر إلى عائشة، فقال: إنها ابنة أبي بكر" (¬8).
قال إسماعيل [القاضي] (¬9): كذا حدثنا [به] (¬10) ابن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان. ورواه محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني سليمان بن بلال (¬11)، بمثله، بإسناده ومتنه (¬12).
¬_________
(¬1) هشام بن عروة هو موضع الالتقاء.
(¬2) من نسخة (ل).
(¬3) أي: بقيتهن، وهن: زينب بنت جحش الأسدية، وأم حبيبة الأموية، وجورية بنت الحارث الخزاعية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، دون زينب بنت خزيمة أم المساكين. الفتح (5/ 206).
(¬4) في نسخة (ل): كلميه.
(¬5) من نسخة (ل).
(¬6) جملة: (حين دار عليها فكلمته)، لفظها في نسخة (ل) هكذا: (يعني فكلمته حين دار إليها).
(¬7) كلمة (إنهن) ساقطة من نسخة (ل).
(¬8) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (10759).
فوائد الاستخراج:
- هذا المتن لم يورد منه مسلم، من رواية هشام، إلا تحري الصحابة بهداياهم يوم عائشة، وأما بقيته فأخرجه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة، وهو الحديث الآتي برقم (1595).
(¬9) من نسخة (ل).
(¬10) من نسخة (ل).
(¬11) يعني بإسقاط الواسطة بين ابن أبي أويس، وسليمان بن بلال، ولم أقف على من وصل رواية محمد بن يحيى، وهو الذهلي.
وأما رواية إسماعيل القاضي فرواها عنه البخاري في صحيحه، كما تقدم -انظر الحديث رقم (10759) - وتابع البخاري حميد بن زنجويه، عند أبي نعيم. انظر الفتح (5/ 206).
(¬12) في نسخة (ل) العبارة هكذا: (بمثل إسناده ومتنه).

الصفحة 598