كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 18)
10792 - ز- حدثنا العطاردي، حدثنا أبو معاوية، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بحديث في (¬1) أبي زرع
-[637]- وأم زرع (¬2).
¬_________
(¬1) حرف (في) ليس في نسخة (ل).
(¬2) في إسناده: العطاردي، شيخ المصنف، وهو أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأكثر النقاد على تضعيفه، لكن ترجح لي: أنه لا بأس به.
وفيه كذلك: أبو معاوية: محمد بن خازم. ثقة في حديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، تقدمت ترجمته.
ولم أقف على من أخرج رواية أبي معاوية، سوى أبي عوانة.
وأبو معاوية هنا خالف عيسى بن يونس في روايته السابقة برقم (10789) - التي اتفق الشيخان على إخراجها، من جهتين:
الجهة الأولى: أن أبا معاوية أسقط الواسطة بين هشام بن عروة وأبيه، وهو عبد الله بن عروة، كما في رواية عيسى بن يونس.
قال الدارقطني: وقول عيسى بن يونس ومن تابعه، عن هشام، هو الصواب.
العلل، ثم وقفت عليه في المطبوع (14/ 152/ سؤال 3490).
الجهة الثانية: أنه جعل الحديث كله مرفوعًا: وقد تابعه غير واحد على ذلك، ستأتي رويات بعضهم في الطريق التالية، واستوعب ذكرهم -تقريبًا- القاضي عياض في بغية الرائد (ص 18 - 20).
قال الدارقطني: الصحيح عن عائشة أنها هي حدثت النبي -صلى الله عليه وسلم- بقصة النسوة، فقال لها -حينئذ-: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع".
وكذلك قال الخطيب البغدادي، وابن الجوزي. انظر الفتح (9/ 257).
وأما الحافظ ابن حجر فصحح رواية القاسم بن عبد الواحد، عن عروة، به مرفوعًا- وسيأتي تخريجها في التعليق على الحديث رقم (10796) - ثم قال: ويقوي رفع جميعه، أن التشبيه المتفق على رفعه، يقتضي أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع القصة، =
-[638]- = وعرفها فأقرها، فيكون كله مرفوعًا من هذه الحيثية، ويكون المراد بقول الدارقطني، والخطيب، وغيرهما من النقاد: (أن المرفوع منه ما ثبت في الصحيحين، والباقي موقوف من قول عائشة)، هو أن الذي تلفظ به النبي -صلى الله عليه وسلم-لما سمع القصة من عائشة- هو التشبيه فقط، ولم يريدوا أنه ليس بمرفوع حكما، ويكون من عكس ذلكَ فنسب قصَّ القصة، من ابتدائها إلى انتهائها، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- واهما، كما سيأتي بيانه. اهـ. الفتح (9/ 257)، ولم أقف على ذلك البيان الذي أحال عليه الحافظ رحمه الله.