كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

جاوزت فبالتاء (¬1)، فإذا جاوزت قلت: هذِه شاء كثيرة، والنسبة إلى الشاء شويّ (¬2) (فألفي شاة) وفي بعض النسخ: "فألفا شاة" بالرفع على أنه مبتدأ حذف خبره المقدم عليه، تقديره: فعليه ألفا شاة، كقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ} (¬3) (ألفي) منصوب مفعول (قضى) وقضى عليه ألفي شاة، والشاة هي: الواحدة من الغنم، تقع على الذكر والأنثى من الضأن والمعز، وروى الطبراني في حديث طويل عن أسامة بن زيد: ليس كل الناس يجدون الإبل، قوموا الإبل. فقومت فجعل على أهل الإبل مائة من الإبل، وعلى أهل الذهب ألف دينار، وعلى أهل الحلل مائتي حلة، كل حلة خمسة دنانير، وعلى أهل الضأن ألف ضانية، وعلى أهل المعز ألفي ماعزة، وعلى أهل البقر مائتي بقرة (¬4).
(وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنَّ العقل) يعني: الدية، أصلها أنَّ القاتل كان إذا قتل قتيلًا جمع الدية من الإبل فعقلها، يعقلها بفناء أولياء المقتول؛ ليقبلوها منه، فسمى الدية عقلًا، وأصل الدية الإبل ثم قومت (ميراث) أي: تقسم كما يقسم ميراث الميت (بين ورثة القتيل على) حسب (قرابتهم) الأقرب فالأقرب (فما فضل) عن فرائضهم، ويدل على ذلك رواية النسائي: "العقل ميراث بين ورثة القتيل على فرائضهم فما فضل" (فللعصبة) (¬5) أي: فللأقرب فالأقرب من العصبة، كما في
¬__________
(¬1) في النسخ: فبالهاء. والمثبت من "الصحاح".
(¬2) في النسخ: شاوي. والمثبت من "الصحاح" 6/ 2238.
(¬3) البقرة: 196.
(¬4) "المعجم الكبير" 7/ 150 (6664) عن السائب بن يزيد.
(¬5) "المجتبى" 8/ 42، "السنن الكبرى" 4/ 234.

الصفحة 17