كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

فقضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دية جنينها غرة أو وليدة (¬1) (فقال أحد الرجلين) هو حمل بن مالك كما سيأتي إن شاء اللَّه (كيف ندي) بفتح النون وكسر الدال، أي: نعطي دية (من لا صاح) والرواية الآتية: من لا استهل (¬2). ومعناهما: رفع الصوت عند السقوط ببكاء ونحوه (ولا أكل، ولا شرب ولا أستهل) أي: رفع صوته، فمثل هذا يطل.
(فقال: أسَجع) بفتح السين المهملة وسكون الجيم (كسجع الأعراب؟ ! ) والسجع الكلام المقفى، والجمع: أسجاع وأساجيع. قال العلماء: إنما ذم سجعه لوجهين: أحدهما: أنه عارض به حكم الشرع ورام إبطاله.
والثاني: أنه تكلفه في مخاطبته، وهذان الوجهان من السجع مذمومان، وأما السجع الذي كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقوله في بعض الأوقات، وهو مشهور في الحديث، فليس من هذا؛ لأنه لا يعارض به حكم الشرع، ولا تكلفه، فلا نهي فيه، بل هو حسن، ويدل على هذا قوله: "كسجع الأعراب" وأشار إلى أنَّ بعض السجع هو المذموم ([وقضى فيه] (¬3) غرة) (¬4) بالنصب: مفعول (قضى) لأنه بمعنى أوجب، وغرة المال خياره.
قال ابن فارس: غرة كل شيء أكرمه وأنفسه (¬5). وأطلقت هاهنا على
¬__________
(¬1) يأتي قريبًا برقم (4576).
(¬2) (4576).
(¬3) من "السنن".
(¬4) كذا قال، وفي المطبوع: بغرة.
(¬5) "مجمل اللغة" 1/ 681.

الصفحة 33