كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

قال القرطبي: رويناه باثنتين من تحت، أي: وتشديد اللام، بمعنى: يهدر، ولا يطلب به، ورويناه بباءٍ موحدة من البطلان، أي: هو ممن ينبغي أن يبطل. قال: والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد، أي: هذا لا ينبغي أن يكون فيه شيء. انتهى (¬1). وهذا يقتضي أنه لم يرضع أيضًا.
(فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أسجع) بفتح همزة الاستفهام التي للإنكار، والسين المهملة، مع إسكان الجيم، وهو تواطؤ فواصل الكلام المنثور على حرف واحد، هكذا حده في "شرح المفتاح" (الجاهلية وكهانتها؟ ! ) أي: أسجع كما كانت الكهان يسجعون حين يخبرون عن المغيبات، كما ذكر ابن إسحاق وغيره، من سجع شِق وسطيح وغيرهما، وهي عادة مستمرة. قيل: إنما أنكر عليه السجع؛ لأنه جاء به في مقابلة حكم اللَّه مستبعدًا له، ولم يذمه من حيث السجع؛ لوروده في الكتاب والسنة (أدِّ) بفتح الهمزة، وتشديد الدال، أي: أعط وادفع (في الصبي) الذي سقط ميتًا (غرة) عبد أو أمة (قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مليكة) بضم الميم مصغر (والأخرى: أم كطيف) بضم الغين المعجمة مصغر، ورواية الطبراني عن عويمر قال: كانت أختي مليكة، وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حمل بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة بمسطح بيتها وهي حامل (¬2).
[4575] (ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يونس (¬3) بن محمد) المؤدب
¬__________
(¬1) "المفهم" 5/ 64.
(¬2) "المعجم الكبير" 17/ 141 (352).
(¬3) فوقها في (ل): (ع).

الصفحة 41