كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

وترتفع كرمح، ويوضحه ما جاء في رواية: حتى تمكنه (¬1).
(حسناء) بفتح الحاء والسين المهملة، هو صفة لمصدر محذوف، أي: تطلع طلوعًا حسنًا، أي: بيِّنًا. وقيل: معناه: حتى تطلع مرتفعة كرمح، كما تقدم، وهذِه رواية الأكثر، ورواه بعضهم: حِينًا. بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المثناة تحت ثم نون، كأنه يريد مدة جلوسه، حكاه المنذري، قال: ورواه بعضهم بفتح الحاء المهملة وسكون السين المهملة، يعني: ثم ألف ممدودة على وزن فعلاء ممدود. قال: وإنما يظهر حسنها إذا أخذت في الارتفاع، فحينئذٍ تكامل ضوؤها.
قيل: وفي هذا فائدتان:
إحداهما: الجلوس للذكر، فإنه وقت شريف.
الثاني: أنه لما تعبد الإنسان للَّه تعالى قبل طلوع الشمس بالصلاة، لزمه الجلوس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتهي حركات الساجدين للشمس إذا طلعت (¬2)، وفيه حكمة عظيمة في تفضل اللَّه على المتعبدين بالمنع من الصلاة في هذا الوقت راحة لأبدانهم.
* * *
¬__________
(¬1) رواها الطبراني في "الكبير" 11/ 359 (834)، و"الأوسط" 5/ 375 (5602) من حديث ابن عمر.
(¬2) كلام المنذري هذا في حاشية "مختصر أبي داود" كما أثبته محققه 7/ 201.

الصفحة 569