كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا معشر من آمن بلسانه) وهو الإسلام الذي يعصم به الدم (ولم يدخل الإيمان قلبه) والإيمان محله القلب دون اللسان، والمراد: أن القلب لم يصدق اللسان فيما تلفظ به من الإسلام (لا تغتابوا المسلمين) في غيبتهم بما يكرهون. لفظ رواية ابن أبي الدنيا: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه" (¬1).
(ولا تتبعوا) بتشديد التاء الثانية، والباء الموحدة (عوراتهم) علامة النصب كسر التاء، والعورات: جمع عورة، وكل خلل أو عيب أو نقص في الآدمي فهو عورة، فالمؤمن لا يتبع عيوب أخيه، بل يتبع عيوب نفسه الذي يسأل عنها.
(فإنه من اتبع) ولابن أبي الدنيا: "فإنه من يتبع" (¬2) (عوراتهم) ومعايبهم (يتبع) بفتح المثناتين، وفي رواية بفتح التحتانية، وسكون الفوقانية (اللَّه عورته) أي: حفظ ذنوبه ومعاصيه (و [من يتبع اللَّه عورته] (¬3) يفضحه) بضم أوله، أي: يظهرها؛ ليفتضح بها ويكشف أمره بعد ستره (في) جوف (بيته) كذا لابن أبي الدنيا، وللترمذي: "ولو في جوف رحله" (¬4) والمراد: أنه يفضحه ويكشف حاله وذنوبه في المكان الذي يستتر فيه عن الناس.
[4881] (حدثنا حيوة بن شريح) الحضرمي الحمصي، شيخ
¬__________
(¬1) "الصمت" (167) من حديث البراء.
(¬2) السابق.
(¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م)، والمثبت من "السنن".
(¬4) "سنن الترمذي" (2032) من حديث ابن عمر.

الصفحة 608