كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

له] (¬1) فالمنتصر مطيع للَّه بما أباحه له، وقد ذكر اللَّه حد الانتصار، فقال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} (¬2).
(فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) من مجلسه (حين انتصر أبو بكر) ممن آذاه ثلاث مرات (فقال أبو بكر: أوجدت عليَّ) بفتح الهمزة والواو والجيم، أي: أغضبت عليَّ (يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) لما وقع فيك وآذاك (نزل ملك) بفتح اللام (من السماء) غير الحفظة (يكذبه بما قال لك) وانتصر اللَّه لك من فوق سبع سموات حين لم تنتصر لنفسك.
(فلما انتصرت) لنفسك (وقع الشيطان) أي: حضر حين ذهب الملك، يقال لكل شيء يتوقع حضوره وهو آت: وقع، قال اللَّه تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1)} (¬3)، ووجه توقع حضور الشيطان حصول الغضب الموجب لحضوره وحضور كل شر.
(فلم أكن لأحضر) (¬4) في المجلس (إذ وقع الشيطان) فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يحضر في مكان حضر فيه الشيطان، بل ينتقل منه، كما في قضية الوادي، إذ قال: إن به شيطانًا (¬5) حضر لما فاتتهم الصلاة، فارتحلوا عنه (¬6). وأما هذا الحديث فمن وقع [في] (¬7) عرضه إنسان فله حالتان: حالة جواز
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬2) الشورى: 40.
(¬3) الواقعة: 1.
(¬4) في مطبوع "السنن": لأجلس. ولعلها رواية.
(¬5) في (ل)، (م): شيطان. والجادة ما أثبتناه.
(¬6) أخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 14 عن زيد بن أسلم مرسلًا، وأصل القصة سبق برقم (435) من حديث أبي هريرة.
(¬7) زيادة يقتضيها السياق.

الصفحة 639