كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

اللَّه تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)} (¬1).
(فنهاها) أي: نهى زينب عن التقحم (فأبت أن تنتهي فقال لعائشة رضي اللَّه عنها: سبيها) بما سبتك به. (فسبتها). وفيه من الفقه إباحة الانتصار بالقول من الساب بقدر مظلمته من غير عدوان، وشرط الانتصار أن لا يتجاوز ما سب به، فإذا قال: أخزاك اللَّه. فيقول: وأنت أخزاك اللَّه. من غير زيادة (فغلبتها) في القول (فانطلقت زينب) بنت جحش رضي اللَّه عنها (إلى علي) بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- (فقالت: إن عائشة وقعت بكم) لأن أمها أميمة بنت عم عليّ -رضي اللَّه عنه-، فإن أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم؛ فلهذا قالت: (بكم) (وفعلت) وقالت.
(فجاءت فاطمة) زوجة علي إلى أبيها فذكرت له (فقال لها: إنها حبة) بكسر الحاء المهملة، وتشديد الموحدة (أبيك) أي: محبوبته، والحِبُّ بالكسر: المحبوب (ورب الكعبة) فيه جواز الحلف من غير استحلاف تأكيدًا للكلام. وفيه: عظم حرمة الكعبة؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أضافها إلى الرب إضافة تعظيم. وفيه: الحلف بهذِه اليمين، وأنه ينعقد به اليمين (فانصرفت) فاطمة (فقالت لهم: إني قلت له كذا وكذا، فقال لي: كذا وكذا) وفي هذِه منقبة عظيمة لعائشة رضي اللَّه عنها.
(قال: وجاء علي -رضي اللَّه عنه- إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكلمه في ذلك).
* * *
¬__________
(¬1) البلد: 11.

الصفحة 642