كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

فجاء قومه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء، فصعد المنبر فقال: "أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على اللَّه؟ " فقالوا: أنت يا رسول اللَّه. فقال: "إن العباس مني وأنا منه، فلا تسبوا أمواتنا؛ فتؤذوا أحياءنا" فقالوا: نعوذ باللَّه من غضبك (¬1).
[4900] (ثنا محمد (¬2) بن العلاء) أبو كريب الهمداني (ثنا معاوية بن هشام) الكوفي، أخرج له مسلم.
(عن عمران بن أنس المكي) أبو أنس، لا يتابع على حديثه (عن عطاء، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم) ولأحمد والنسائي: "لا تسبوا موتانا؛ فتوذوا أحياءنا" (¬3) يعني: أن الميت إذا ذكرت مساوئه انتشرت مساوئه إلى أولاده وأقاربه؛ فيلحقهم العار بذلك كما تقدم في حديث العباس.
فإن قيل: هذِه الأحاديث مصرحة بالنهي عن سب الأموات، وقد جاء في الترخيص في سب الأشرار أشياء كثيرة، منها قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} (¬4) وفي الصحيح أنهم أثنوا على الجنازة المارة
¬__________
(¬1) رواه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 24، وأحمد في "المسند" 1/ 300، و"فضائل الصحابة" 2/ 933 (1789)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 33، والطبراني في "الكبير" 12/ 36 (12395) من حديث ابن عباس. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2259).
(¬2) فوقها في (ل): (ع).
(¬3) "مسند أحمد" 1/ 300، "سنن النسائي" 8/ 33.
(¬4) المسد: 1.

الصفحة 644