كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

القرشي المدني، أخرج له مسلم.
(عن أبي (¬1) حازم) سلمة بن دينار الأعرج المدني (وزيد بن أسلم أن أم الدرداء) الصغرى، هجيمة (قالت: سمعت أبا الدرداء -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: لا يكون اللعانون) بصيغة المبالغة والكثرة، وخصهم بالذكر ولم يقل: اللاعن؛ لأن الصديق قد يلعن من أمره الشرع بلعنه، وقد يقع منه اللعن فلتة وندرة، ثم يرجع ولا يخرجه ذلك عن الصديقية، واللعن فيه غاية المقاطعة والتدابر؛ ولهذا جاء في الحديث: "لعن المؤمن كقتله" (¬2) لأن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا، وهذا يقطعه عن نعيم (¬3) الآخرة.
(شفعاء) أي: لا يشفعون يوم القيامة ولا حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار. ويحتمل أن المشفوع إليه إذا كان الشافع لعانا لا تقبل شفاعته؛ لأن قبول شفاعته إكرام له، واللعان لا يُكرم.
(ولا شهداء) فيه ثلاثة أقوال، أصحها وأشهرها: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات. والثاني: لا يكونون (¬4) شهداء في الدنيا، أي: لا تقبل شهادتهم؛ لفسقهم. والثالث: لا يرزقون الشهادة، وهي القتل في سبيل اللَّه.
¬__________
(¬1) فوقها في (ل): (ع).
(¬2) رواه البخاري (6105)، ومسلم (110) من حديث ثابت بن الضحاك مرفوعًا.
(¬3) في (م): نسيم.
(¬4) في (ل)، (م): يكون. والمثبت هو الصواب.

الصفحة 660