كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

باب فيمن هجر أخاه المسلم
[4910] (حدثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (عن مالك، عن ابن شهاب) الزهري (عن أنس بن مالك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: لا تباغضوا) أي: تتعاطوا أسباب البغض، وهو الزهو على الغير، والفخر، وكثرة المدح، والتعيير، والمماراة، والمماحكة الكثيرة في المعالجة، ونحو ذلك مما يكثر، وإن الحب والبغض معانٍ قلبية لا قدرة للإنسان على اكتسابها، ولا يملك التصرف فيها، كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم [هذا] (¬1) قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (¬2) يعني: الحب والبغض.
ومما يوجب التباغض كثرة المخالفة، قال بعضهم: في النهي عن التباغض إشارة إلى الأسباب الموجبة للتباغض كما تقدم.
(ولا تحاسدوا) أي: لا يحسد بعضكم بعضًا، والحسد بمعنى زوال النعمة، وهو حرام، وكله مذموم بخلاف الغبطة. (ولا تدابروا) التدابر: المعاداة. وقيل: المقاطعة، لأن كل واحد يولي صاحبه دبره كما يفعل المبغض.
(وكونوا عباد اللَّه إخوانا) أي: كونوا كإخوان النسب المتحابين في الشفقة والرحمة والتوادد والمواساة والمعاونة والنصيحة.
¬__________
(¬1) ساقطة من (ل)، (م)، والمثبت من مصادر التخريج.
(¬2) سبق برقم (2134)، ورواه أيضًا الترمذي (1140)، والنسائي 7/ 63 - 64، وابن ماجه (1971) كلهم من حديث عائشة مرفوعًا.

الصفحة 666