كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

خمسين يومًا (¬1)، وقد هجرت عائشة ابن الزبير مدة (¬2).
(فإن مرت به ثلاث) أي: ثلاثة أيام (فليلقه) وفي بعض النسخ: "فلقيه" (فليسلم عليه) باللفظ الذي يسمعه، لا بالإشارة باليد ونحوها (وإن) سلم عليه و (رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر) وأكثرهما أجرًا الذي يبدأ بالسلام (وإن) سلم عليه و (لم يرد) عليه السلام (فقد باء بالإثم) أي: رجع عليه الإثم جميعه.
ورواية الحاكم والطبراني تزيده إيضاحًا، وهو عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يحل الهجر فوق ثلاثة أيام، فإن التقيا فسلم أحدهما فرد الآخر اشتركا في الأجر، وإن لم يرد برئ هذا من الإثم وباء به الآخر" وأحسبه قال: "وإن ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنة" (¬3).
وللطبراني: "من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه اللَّه برحمته" (¬4) ورواته رواة "الصحيح".
(زاد أحمد) بن سعيد السرخسي في روايته (وخرج المسلم) على أخيه بالسلام (من) إثم (الهجرة) وباء الآخر بالإثم.
[4913] (ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن خالد بن عثمة) بمثلثة ساكنة قبلها فتحة، ويقال: إنها أمه. وهو حنفي بصري صدوق.
¬__________
(¬1) رواه البخاري (4418)، ومسلم (2769) من حديث كعب بن مالك.
(¬2) رواه البخاري (6073).
(¬3) "المستدرك" 4/ 163.
(¬4) "المعجم الكبير" 18/ 315 (815) بلفظ: "بكرمه" بدل لفظ: "برحمته".

الصفحة 669