كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

(وإن (¬1) عمر بن عبد العزيز -رضي اللَّه عنه- غطى وجهه عن رجل)؛ لئلا ينظر إليه، وقد كان أحمد بن حنبل يترك الأكابر في أدنى كلمة، حتى هجر يحيى بن معين في قوله: إني لا أسأل أحدًا شيئًا، ولو حمل السلطان إليّ شيئًا لأخذته. وهجر الحارث المحاسبي في تصنيفه الكتاب المعروف في الرد على المعتزلة، وقال: إنك تورد أولًا شبهتهم، وتحمل الناس على التفكر فيها، ثمَّ ترد عليهم (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): وقد غطى. والمثبت من "سنن أبي داود".
(¬2) انظر: "تاريخ بغداد" 9/ 104، ونقل هذا القول ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" 7/ 147 عن الغزالي في "الإحياء" ورد عليه قائلًا: هجران أحمد للحارث لم يكن لهذا السبب الذي ذكره أبو حامد، وإنما هجره لأنه كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة. . . إلخ.

الصفحة 674