كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

قال الطبري: والتورية في الكذب أن يعد زوجته أن يحسن (¬1) إليها، أو يكسوها كذا، وينوي إن قدر اللَّه، وكذا في الحرب بأن يقول لعدوه: مات إمامكم الأعظم. وينوي إمامهم في الأزمان الماضية، أو غدا يأتينا مدد. أي: طعام ونحوه، وإذا بلغ الرجل عنك شيء، فكرهت أن تكذب فقل: اللَّه يعلم ما قلت من ذلك من شيء. فيكون قولك (ما) حرف النفي عند المستمع، وعندك للإبهام.
ويدل على عموم النهي عن الكذب حديث النواس بن سمعان: "ما لي أراكم تهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار، كل الكذب مكتوب" رواه أبو بكر الخرائطي (¬2) في "مساوئ (¬3) الأخلاق" (¬4).
* * *
¬__________
(¬1) مكانها في (م) بياض بمقدار كلمة.
(¬2) في (ل)، (م): بن لال. وما أثبتناه كما في تخريجنا لهذا الحديث.
(¬3) في (ل)، (م): مكارم. وما أثبتناه كما في تخريجنا لهذا الحديث، حيث لم أقف عليه في "مكارم الأخلاق".
(¬4) برقم (160)، (185) مرفوعًا.

الصفحة 686