كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 18)

إسرائيل، وفي حديث أبي موسى: "لقد أعطيت مزمارًا من [مزامير] (¬1) آل داود" (¬2) وداود النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وآل في "آل داود" مقحمة.
(قال: فوضع أصبعيه على أذنيه) يحتمل أن يكون (على) بمعنى (في) الظرفية، والتقدير: فوضع أصبعيه في صماخي أذنيه حتى لا يسمع. ومن ورود (على) الظرفية [بمعنى: في] (¬3) {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} (¬4)، {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} (¬5) [أي: في زمن ملك سليمان] (¬6)، والشيء يحمل على ضده، فكما أن (في) تستعمل بمعنى (على) نحو قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (¬7)، كذلك تستعمل (على) بمعنى في (وناء) بفتح النون والهمزة، أي: بعد، مثل جأر يجأر، والنأي: البعد، وقيل: الفراق، وإن لم يكن [بعد. والمراد] (¬8) أنه بعد عن نافع ودخل في طريق آخر. وقيل: المزمار الذي سمعه ابن عمر صفارة الرعاة التي يصفرون بها. قال المنذري: وقد جاء ذلك مذكورًا في غير هذا الحديث من غير هذِه الرواية. وقال
¬__________
(¬1) ساقطة من (ل)، (م)، والمثبت من مصادر التخريج.
(¬2) رواه البخاري (5048)، ومسلم (793) (236) من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعًا.
(¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م)، والمثبت يقتضيه السياق.
(¬4) القصص: 15.
(¬5) البقرة: 102.
(¬6) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬7) طه: 71.
(¬8) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

الصفحة 694