كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 18)

{وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} (¬١). (١٢/ ١١٣)

٦٢٦٩٩ - عن عبد الله بن عباس: أنّ رجلًا أتى بعضَ أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكلَّمها، وهو ابنُ عمها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقومنَّ هذا المقام بعد يومك هذا». فقال: يا رسول الله، إنها ابنة عمي، واللهِ، ما قلتُ لها منكرًا ولا قالت لي. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد عرفتُ ذلك؛ إنه ليس أحد أغيَر من الله، وإنه ليس أحد أغيَر مني». فمضي، ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي! لأتزوجنَّها مِن بعده؛ فأنزل الله هذه الآية: {وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا}. فأعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله، وحج ماشيًا؛ في كلمته (¬٢). (١٢/ ١١٣)

٦٢٧٠٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: قال طلحة بن عبيد الله: لو قُبِض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تزوجتُ عائشةَ. فنزلت: {وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا} (¬٣). (١٢/ ١١٢)

٦٢٧٠١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: بلغنا: أنّ طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمدٌ عن بنات عمِّنا ويتزوج نساءنا من بعدنا؟! لئن حَدَثَ به حَدَثٌ لَنتزوجَنَّ نساءه مِن بعده. فنزلت هذه الآية: {وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا} (¬٤). (١٢/ ١١٢)

٦٢٧٠٢ - عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، في قوله: {وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا}، قال: نزلت في طلحة بن عبيد الله؛ لأنه قال: إذا توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجتُ عائشةَ (¬٥). (١٢/ ١١٣)
---------------
(¬١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٧/ ١١٠ (١٣٤١٨).
قال البيهقي: «قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا مهران». وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد ١٠/ ٣٣٥: «رواه الطبراني بسند ضعيف جدًّا عن ابن عباس».
مهران هو: ابن أبي عمر العطار، أبوعبد الله الرازي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٩٣٣): «صدوق له أوهام، سيئ الحفظ».
(¬٢) عزاه السيوطي إلى جويبر.
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٢٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٤٥٥، وتخريج أحاديث الكشاف ٣/ ١٢٨ - .
(¬٥) أخرجه ابن سعد ٨/ ٢٠١.

الصفحة 102