تفسير الآية:
٦٢٢٥٩ - عن عبد الله بن عباس، قال: {وما كانَ لِمُؤْمِنٍ} يعني: زيدًا {ولا مُؤْمِنَةٍ} يعني: زينب {إذا قَضى اللَّهُ ورَسُولُهُ أمْرًا} يعني: النكاح في هذا الموضع {أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أمْرِهِمْ} يقول: ليس لهم الخيرة مِن أمرهم خلاف ما أمر الله به، {ومَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} قالت: قد أطعتُك فاصنع ما شئتَ. فزوّجها زيدًا، ودخل عليها (¬٢). (١٢/ ٥٠)
٦٢٢٦٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {وما كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضى اللَّهُ ورَسُولُهُ أمْرًا} الآية، قال: زينب بنت جحش وكراهتها زيد بن حارثة حين أمرها به محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬٣). (١٢/ ٤٩)
٦٢٢٦١ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: {وما كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضى اللَّهُ ورَسُولُهُ أمْرًا} يعني: فعلَ الله ورسوله أمرًا، يعني: شيئًا من أمر تزويج زينب {أن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أمْرِهِمْ ومَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} يعني: أخطأ خطأ طويلًا (¬٤). (ز)
٦٢٢٦٢ - قال مقاتل بن سليمان: {وما كانَ لِمُؤْمِنٍ} يعني: عبد الله بن جحش بن رباب بن صبرة بن مرة بن غنم بن دودان الأسدي. ثم قال: {ولا مُؤْمِنَةٍ} يعني: زينب بنت جحش، أخت عبد الله بن جحش {إذا قَضى اللَّهُ ورَسُولُهُ أمْرًا أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أمْرِهِمْ ومَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} يعني: بيِّنًا (¬٥). (ز)
٦٢٢٦٣ - قال يحيى بن سلّام: قوله - عز وجل -: {وما كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضى اللَّهُ ورَسُولُهُ أمْرًا أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أمْرِهِمْ} أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزوِّج زينب بنت جحش زيد بن حارثة، فأبتْ وقالت: أزوِّج نفسي رجلًا كان عبدًا بالأمس، وكانت ذات شرف، فلما أُنزلت هذه الآية جعلتْ أمرها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوَّجها إياه،
---------------
(¬١) عزاه السيوطي إلى ابن دريد في أماليه.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١١٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٤) علقه يحيى بن سلّام ٢/ ٧٢١.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٩٠ - ٤٩٣.