كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 18)

يعبد ربَّه - عز وجل -، وكان ضخم الرأس، خميص (¬١) البطن، دقيق الساقين، في صدره شامة حمراء، وإنما رفعه الله إلى أرض الشام، لم يصعد به إلى السماء، فأورث اليسع مِن بعده النبوة (¬٢). (١٢/ ٤٥٧)


{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤)}
٦٥٨٦٢ - قال مقاتل بن سليمان: {إذْ قالَ لِقَوْمِهِ ألا تَتَّقُونَ}، يعني: ألا تعبدون (¬٣). (ز)


{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (١٢٥) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)}
قراءات:
٦٥٨٦٣ - قال يحيى بن سلّام: {وتَذَرُونَ أحْسَنَ الخالِقِينَ} مَن قرأها بالنصب {اللَّهَ رَبَّكُمْ ورَبَّ آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ} (¬٤) [٥٥١٩]. (ز)

تفسير الآية:
٦٥٨٦٤ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {أتَدْعُونَ بَعْلًا}، قال: صَنَمًا (¬٥). (١٢/ ٤٥٨)
---------------
[٥٥١٩] اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: {الله ربكم ورب آبائكم الأولين} على وجهين: الأول: بالنصب {اللهَ ربَّكم وربَّ آبائكم الأولين}، على البدل من قوله: {أحْسَنَ الخالِقِينَ}، على أن ذلك كله كلام واحد. والثاني: بالرفع «اللَّهُ رَبَُكُمْ ورَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ»، على الاستئناف.
وذَهَبَ ابنُ جرير (١٩/ ٦١٨) إلى صحة الوجهين، فقال: «الصواب من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان متقاربتا المعنى، مع استفاضة القراءة بهما في القرأة، فبأيِّ ذلك قرأ القارئ فمصيب».
_________
(¬١) يقال: رجل خُمصان وخَمِيص، إذا كان ضامر البطن. النهاية ٢/ ٨٠ (خمص).
(¬٢) أخرجه الحاكم ٢/ ٥٨٣.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦١٧.
(¬٤) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٨٤١.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها يعقوب، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، وقرأ بقية العشرة: «اللَّهُ رَبَُكُمْ ورَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ» بالرفع في الأسماء الثلاثة. انظر: النشر ٢/ ٣٦٠، والإتحاف ص ٤٧٤ - ٤٧٥.
(¬٥) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.

الصفحة 681