٦٢٥٩٤ - عن عامر الشعبي -من طريق أبي سلمة الهمذاني-: نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة والدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة} [الأحزاب: ٢٨ - ٢٩]، فخيَّرَهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فاخْتَرْنَ الله ورسولَه والدارَ الآخرة؛ فشكر اللهُ لَهُنَّ ذلك، وأنزل الله عليه: {لا يحل لك النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك} (¬٢). (ز)
تفسير الآية، والنسخ فيها
٦٢٥٩٥ - عن أُبَيّ بن كعب -من طريق محمد بن أبي موسى- أنّ زيادًا الأنصاري سأله: أرأيت لو أنّ أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مُتْن، أما كان يحل له أن يتزوج؟ قال: وما يمنعه من ذلك! قيل: قوله: {يا أيُّها النبي إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ}. فقال: إنّما أحلَّ له ضربًا مِن النساء، ووصف له صفة فقال: {يا أيُّها النبي إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ} إلى قوله: {وامْرَأَةً مُؤْمِنَةً}، ثم قال: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ} مِن بعد هذه الصفة (¬٣). (١٢/ ٩٩)
٦٢٥٩٦ - عن عائشة -من طريق عطاء- قالت: لم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم؛ لقوله: {تُرْجِي مَن تَشاءُ مِنهُنَّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشاءُ} (¬٤). (١٢/ ١٠٢)
٦٢٥٩٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه-، مثله (¬٥). (١٢/ ١٠٢)
---------------
(¬١) أخرجه ابن سعد ٨/ ٢٠٠، ٢٠١.
وقرأ بقراءة «لا تَحِلُّ لَكَ» أبو عمرو ويعقوب البصريان، وقرأ الباقون بالياء على التذكير. النشر ٢/ ٣٤٩.
(¬٢) أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص ٢٦٩ (تحقيق: سهيل زكار).
(¬٣) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٩٦، والدارمي ٢/ ١٥٣ - ١٥٤، وعبد الله بن أحمد ٣٥/ ١٣٥، وابن جرير ١٩/ ١٤٨ بنحوه، والضياء (١١٧١، ١١٧٢). وعزاه السيوطي إلى الروياني، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وفي بعض هذه الروايات أن زيادًا استدل بقوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِن بَعْدُ}.
(¬٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٤٠٠١)، وابن سعد ٨/ ١٩٤، وأحمد ٤٠/ ١٦٥ (٢٤١٣٧)، ٤٢/ ٤٣٧ (٢٥٦٥٢)، والترمذي (٣٢١٦)، والنسائي (٣٢٠٤، ٣٢٠٥)، وإسحاق البستي ص ١٣٤، وابن جرير ١٩/ ١٥٤ بنحوه، والحاكم ٢/ ٤٣٧، والبيهقي ٧/ ٥٤، وعند الحاكم عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(¬٥) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٩٤.