٦٢٦٤٩ - ومقاتل: كان هذا في بيت أم سلمة [٥٢٦٨]، دخلت عليه جماعة في بيتها، فأكلوا، ثم أطالوا الحديث، فتأذّى بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستحيى منهم أن يأمرهم بالخروج، والله لا يستحيي من الحق؛ فأنزل الله - عز وجل -: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ} (¬٢). (ز)
٦٢٦٥٠ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض إلى بيته بادروه، فأخذوا المجالس، فلا يُعرَف ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يبسط يده إلى الطعام استحياءً منهم، فعُوتِبُوا في ذلك؛ فأنزل الله: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي} الآية (¬٣). (١٢/ ١١١)
٦٢٦٥١ - عن الربيع بن أنس، قال: كانوا يجيئون فيدخلون بيتَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيجلسون، فيتَحَدَّثون ليدرك الطعام؛ فأنزل الله تعالى: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ} (¬٤). (١٢/ ١٠٨)
---------------
[٥٢٦٨] ذكر ابنُ عطية (٧/ ١٣٩) أنّ جمهور المفسرين على أنّ سببها أمر القعود في بيت زينب بنت جحش لما تزوجها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال: «قال قتادة، ومقاتل -في كتاب الثعلبي-: إن هذا السبب جرى في بيت أم سلمة. والأول أشهر».
وذهب ابنُ كثير (١١/ ٢٠٢) إلى القول الأول، مستندًا إلى أثر أنس الآتي في نزول قوله تعالى: {وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وراءِ حِجابٍ}.
_________
(¬١) أخرجه الخطيب في تاريخه ٨/ ١٢١ (٢٣٥٧)، من طريق محمد بن عبد الملك القرشي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: أخبرنا جعفر بن حمدان الموصلي الضرير الشحام، قال: حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكري، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس به.
رجال إسناده ثقات، وقال الخطيب البغدادي في ترجمة (جعفر بن حمدان الشحام) من الموضع السابق: «رواياته مستقيمة»، ثم أسند هذا الحديث له.
(¬٢) تفسير الثعلبي ٨/ ٥٨.
(¬٣) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٧٤.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.