كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 18)

جهير، ومدح ولده أبا منصور بن جهير وأبا المعالي بن عبد الرحيم الوزير وغيرهم، وأكثر شعره مديح، وله مراث [1] يسيره.
وحدثت [2] عن بعض أدباء الرؤساء أنه قال: ابن الفضل الكاتب أشعر من مهيار كتبت ديوان شعره جميعه ولم يقدر لي أن أسمع منه شيئًا فأنشدنيه ناصر بن مُحَمَّد بن علي عنه، وكان قد قرأ القرآن بروايات، وله صوت حسن إذا تلاه، وكان قيما بالأدب [3] غزير الفضل، وسمع أبا الحسين بن بشران وأبا القاسم بن بشران وغيرهما، روى عنه أبو عبد الله الصوري شيئًا من شعره، وسمع هو والخطيب بقراءته عَلَى الشيوخ.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء قال: وفي يوم الأربعاء لسبع بقين منه يعني شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وأربعمائة سمعت أن الفرس كبا بابن الفضل الكاتب الذي يسمع معنا الحديث ويلقب بابن صربعر فدقت عنقه، وكان قد ظلم أهل شهرابان وسعى بهم، وكان يقول الشعر وخلط في دينه.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن [4] بن خيرون بخطه وأنبأنا نصر اللَّه بن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة خمس وستين وأربعمائة أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب سقط في بئر فهلك في صفر، وكان قد سمع الكثير من ابني بشران وغيرهما، وكان يحفظ القرآن وقال الشعر، وذكر ابن خيرون في رواية أخرى أنه دفن بباب أبرز.
756- علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب، أبو الحسن الباخرزي الكاتب:
من أهل باخرز ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر، يبدأ [5] في صباه طرفا من الفقه عَلَى أبي مُحَمَّد الجويني، وسمع الحديث منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيال [6]
__________
[1] في (ب) : «مرات» .
[2] في (ج) : «حديث» .
[3] في (ج) : «كثير الأدب» .
[4] في (ج) : «بن الحسين» .
[5] هكذا في الأصول.
[6] في (ب) : «الكيالى» .

الصفحة 192