كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 18)

758- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن الميانجي:
قاضي همذان، كان مشهورًا بالفضل والنبل، حسن المعرفة بالفقه والأدب، قدم بغداد وتفقه عَلَى القاضي أبي الطيب الطبري، وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن عمر القزويني وأبي الحسين أَحْمَد بن علي التوزي وأبي مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد الخلال، وروى شيئًا يسيرًا، روى عنه أبو علي بن جوانشير اليزدي [1] .
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بن يوسف بقراءتي عليه، أنبأنا أبو جعفر أَحْمَد بن الحسن بن أَحْمَد بن الحسين بن جعفر اليزدي أن أبا علي الحسن بن الحسين بن مُحَمَّد بن جوانشير أخبره أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن الميانجي ببغداد لأبي بكر العنبري:
يا راقدا والدهر يقظان له ... ما كل غاد للأمور برائح
ذي الدار ما خلقت لتبقى أهلها ... فعلام يشمت قاطن بالنازح
كل يصير إلى مصير واحد ... ويبيت بين جنادل وصفائح
إن غر مغرور بيوم مسرة ... فغدا يفادحه بخطب فادح
ربحت تجارة من غدا مقتنعًا ... إن القناعة رأس مال صالح
أنبأنا ذاكر بن كامل عن مُحَمَّد بن طاهر المقدسي قال: سمعت علي بن بجير الْحَافِظ بهمدان يقول سمعت القاضي علي بن الحسن الميانجي أجاز شهادة صوفي وغيره وقال:
هو ومرفقيه شاهدان.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت بخط الإمام أبي إسحاق الشيرازي في كتاب كتبه إلي الميانجي القاضي: «كتابي- أطال الله بقاء سيدنا قاضي القضاة الأجل العالم الأوحد وأدام علوه ورفعته وتمكينه وبسطته وكبت أعداءه وحساده- من بغداد، ونعم الله متواليه وله الحمد، ومنذ مدة لم أقف عَلَى كتاب وأنا متوقع لما يرد من جهته لأسر به وأسكن إليه» ، وكتب عنوانه:
«شاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروزآبادي» .
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل القاضي الميانجي في مسجده في صلاة الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
__________
[1] في النسخ: «الزدى» .

الصفحة 196