كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 18)

الكدر وامتلى من الفكر [1] وتخلى عن البشر واعتدل عنده الذهب والحجر.
أخبرنا حمزة بن علي الحراني ببغداد وزيد بن الحسين الكندي بدمشق قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد العكبري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمترفقِ الطَّرَسُوسِيُّ سمعت عبد الله بن عدي يقول: سمعت عصمة بن بحماك [2] يقول: سمعت أبا عمرو الطفيلي يقول: سمعت أستاذي يقول في قول الله عز وجل ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ
قال: الأكل من الحاصل.
أخبرنا الحسن بن محمد الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الْحَافِظ أن علي بن الحسن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي توفي في شعبان سنة سبع وأربعمائة.
770- علي بن الحسن بن المبارك بن مُحَمَّد بن الخل، أبو القاسم بن أبي الحسين الشاعر [3] :
تقدم ذكر والده، كان يلقب فخر الزمان، مدح الإمامين المستنجد بالله وابنه المستضيء بأمر الله، وكان أرق شعرًا من أبيه.
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه قال: علي بن أبي الحسين بن الخل شاب فيه أدب وظرف وذكاء وفطنة وكياسة ولياقة وتودد إلى الناس، أنشدني لنفسه ببغداد سنة إحدى وستين:
وجه الصبوح صبيح ... من الهموم مريح
ومبرك اللهو رحب ... نصر الرياض فسيح
والطل جاء يشير ... والظل سار يسيح
وللنسيم هبوب ... عَلَى الرياض طريح
وللسحابة جفن ... من الدموع قريح
والبلبل المتغني ... فوق الغصون يصيح
__________
[1] في الأصل: «الكفر» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] انظر: تلخيص مجمع الآداب 4/3/242.

الصفحة 206