كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 18)

تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فوت المحبوب! قال فتعجبت وقلت: جني يناديني أم إنسي؟ قال: بل جني مؤمن بالله جل وعلا ومعي أحدافي، قلت: فهل عندهم ما عندك؟ قال: نعم وزيادة، قال: فناداني الثاني منهم: لا يذهب من البدن الفترة إلا بدوام الغربة! قال فقلت في نفسي: ما أبلغ كلامهم؛ فناداني الثالث منهم: من أنس به في الظلام لا يبقى له الاهتمام! قال: فصعقت فما أفقت إلا برائحة الطيب وإذا برجسة على صدري فشممته فأفقت فقلت: وصية يرحمكم الله! فقالوا جميعًا: أبى الله أن يحيي إلا به قلوب المتقين، فمن طمع في غير ذلك فقد طمع في غير مطمع، ومن اتبع طبيبًا مريضًا دام عليه! وودعوني ومضوا، وقد أتى عَلي حين فلا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري.
784- علي بن الحسن، أبو الحسن الكاتب العاقولي:
روى عن أبيه وغيره، روى عنه أبو الحسن بن مقسم.
كتب إلى أحمد بن محمد الشاهد الأصبهاني أنبأنا أبو علي الحسن بن أَحْمَد الحداد قراءة عليه وأنبأنا أبو طالب الجوهري بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا حمد بن أحمد الحداد قالا: أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ [1] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ، حدثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب، حدثنا عيسى صاحب الديوان، حدثني بعض أصحاب جعفر قال: سئل جعفر بن مُحَمَّد، لم حرم الله الربا؟
قال: لئلا يتمانع الناس المعروف.
785- علي بن الحسن بن العلاف الواسطي، أبو الحسن الشاهد [2] :
شهد عند القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون الضبي في يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فقبل شهادته له، وتوفي يوم الأحد لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد عن ثلاث وستين سنة، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
786- علي بن الحسن، أبو الحسن، المعروف بالدنف:
كان شيخًا ظريفًا من أهل الأدب، مات في الثاني من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة.
__________
[1] في الأصول: «أبو الحسين» .
[2] انظر: حلية الأولياء 3/194.

الصفحة 214