كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 18)

وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام رحمه الله: حدّثنى بعض أهل العلم بالشعر من بنى تميم أن الزّبرقان بن بدر لمّا قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى وفد بنى تميم، قام فقال:
أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا ... إذا اختلفوا عند احتضار المواسم «1»
بأنّا فروع الناس فى كلّ موطن ... وأن ليس فى أرض الحجاز كدارم «2»
وأنّا نذود المعلمين إذا انتخوا ... ونضرب رأس الأصيد المتفاقم «3»
وأنّ لنا المرباع فى كلّ غارة ... نغير بنجد أو بأرض الأعاجم «4»
فقام حسان بن ثابت فأجابه، فقال:
هل المجد إلّا السّودد العود «5» والنّدى ... وجاه الملوك واحتمال العظائم
نصرنا وآوينا النّبىّ محمدا ... على أنف راض من معدّ وراغم
بحىّ حريد أصله وثراؤه «6» ... بجابية الجولان وسط الأعاجم
نصرناه لمّا حلّ وسط ديارنا ... بأسيافنا من كلّ باغ وظالم

الصفحة 38