كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 18)

جعلنا بنينا دونه وبناتنا ... وطبنا له نفسا بفىء «1» المغانم
ونحن ضربنا الناس حتّى تتابعوا ... على دينه بالمرهفات الصّوارم «2»
ونحن ولدنا من قريش عظيمها ... ولدنا نبىّ الخير من آل هاشم «3»
بنى دارم لا تفخروا إنّ فخركم ... يعود وبالا عند ذكر المكارم «4»
هبلتم، علينا تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم «5»
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا فى المقاسم
فلا تجعلوا لله ندّا وأسلموا ... ولا تلبسوا زيّا كزىّ الأعاجم «6»
وأفضل ما نلتم من المجد والعلا ... ردافتنا عند احتضار المواسم «7»
قالوا: فلما فرغ حسّان من قوله، قال الأقرع بن حابس: وأبى، إنّ هذا الرجل لمؤتّى له «8» ، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا، ولهم أحلم منّا. ونزل فى وفد بنى تميم قوله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
«9» .

الصفحة 39