كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 18)

يا عين فابكى ولا تسأمى ... وحقّ البكاء على السّيّد
على خير خندف «1» عند البلا ... ء أمسى يغيّب فى الملحد
فصلّى المليك ولىّ العباد ... وربّ البلاد على أحمد
فكيف الحياة لفقد الحبيب ... وزين المعاشر فى المشهد
فليت الممات لنا كلّنا ... وكنّا جميعا مع المهتدى
وقال أيضا رضوان الله عليه:
لمّا رأيت نبيّنا متجدّلا ... ضاقت علىّ بعرضهنّ الدّور
وارتعت روعة مستهام واله ... والعظم منّى واهن مكسور «2»
أعتيق ويحك إنّ حبّك قد ثوى ... وبقيت منفردا وأنت حسير «3»
يا ليتنى من قبل مهلك صاحبى ... غيّبت فى جدث علىّ صخور «4»
فلتحدثنّ بدائع من بعده ... تعيا بهنّ جوانح وصدور
وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
ارقت فبات ليلى لا يزول ... وليل أخى المصيبة فيه طول «5»
وأسعدنى البكاء وذاك فيما ... أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلّت ... عشيّة قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحى والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل

الصفحة 400