كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 18)

وذاك أحقّ ما سالت عليه ... نفوس الناس أو كربت تسيل
نبىّ كان يجلو الشكّ عنها «1» ... بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ضلالا ... علينا والرسول لنا دليل
أفاطم إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعى ذاك السّبيل
فقبر أبيك سيّد كلّ قبر ... وفيه سيّد النّاس الرسول
وقال عبد الله بن أنيس:
تطاول ليلى واعترتنى القوارع ... وخطب جليل للبليّة جامع
غداة نعى الناعى إلينا محمدا ... وتلك التى تستكّ منها المسامع
فلو ردّ ميتا قتل نفسى قتلها ... ولكنّه لا يدفع الموت دافع
فآليت لا آسى على هلك هالك ... من الناس ما اوفى ثبير وفارع
ولكنّنى باك عليه ومتبع ... مصيبته إنّى إلى الله راجع
وقد قبض الله النبيّين قبله ... وعاد أصيبت بالرّزى والتّبايع «2»
فياليت شعرى من يقوم بأمرنا ... وهل فى قريش من إمام ينازع
ثلاثة رهط من قريش هم هم ... أزمّة هذا الأمر والله صانع «3»
علىّ أو الصّدّيق أو عمر لها ... وليس لها بعد الثلاثة رابع
فإن قال منّا قائل غير هذه ... أبينا وقلنا الله راء وسامع
فيالقريش قلّدوا الأمر بعضهم ... فإنّ صحيح القول للناس نافع
ولا تبطئوا عنها فواقا فإنّها ... إذا قطعت لم تمن فيها المطامع «4»

الصفحة 401